شجرة اللوز
شجرة اللوز
انتظرها كثيرا. انتظرها بشوق كان يزور حقلها الفارغ كل صباح تحمل كفيه دلوا قضم أوسط كفيه الثقل الساقط نحو الجاذبية. لم يشعر بهذا الثقل التفاحي الذي عشق الجاذبية فبمجرد رؤية جنينه الأصفر يخضر أخضرت عيناه كأصحاب الدم النبيل وابيض قلبه كقوقازي ناصح البشره يقفز في شوارع الأندلس المسلوبة.
ازداد شوقه وصار يحلم بالكينونة العليا الكينونة الكبرى التي تقذف أغصانها الخضراء لوزاً
سئمت حاسة الذوق لديه انتظار مذاق اللوز الحلو،وتعلق بصره المخفي بالمستقبل المعلوم. انتظر لوزته لتتجاوز مرحلة البلوغ انتظرها كي تحمر وجنتها المتدلية.
منع ابناء الحي من الاقتراب.الكل يعلم بأنها ملكه لذلك التمسوا درب الحذر طلبا للنجاة.
على الشارع الآخر خلف الرصيف تلملم الجارة العجوز فساتين اللوزة المبعثرة تتذمروتعلو شتائمها.
استيقظ مروان بنبضات مضربة على غير عادته اسررعت خطاه نحو معشوقته شجرة اللوز وكأن الحبل السري بينهما أخذ ينقطع اقترب منها بخوف وقد اصفرت وبدأت جنة الاخضرار تحتضر.
تساقطت اثوابها بدت شبه عارية فاقدة للحواس.
سكب فوقها امطارا من الماء علّها تستعيد الوعي إلا أنها فقدت الشعور .
حل المساء وفقد مروان الاحساس بعينه وهو يحلم أن لوزته تستعيد عافيتها.
في اليوم التالي ركض مسرعاليجدها عارية تماماً تاركة له بذوراً سوداء . احتضن الأجنة المجففة وخبأها في أذنيه كي يستشعر راحلته الخرساء.
وهو يغادر تلوث حذائه بوحل ضريحها لم يهتم فهو الذكرى الأخيرة.
عندما عاد إلى منزله محتقنا بالصمت وبالحبيبات المائية الموؤدة جوف عينيه.
امسك حذائه خلعه بحرص كي لاتتلوث يديه لكن رائحة دموية عانقت أنفه إنها رائحة تشبه الجارة العجوز رائحة تشبه الحطب البلل قبل الاشتعال!،،،
لا اخفيكم أن مروان ثارت ثائرته وغضب وخاض شجاراً عنيفا برائحة الكاز شجاراً مشتعلاً كجارته العجوز إلا أنه لن يستطيع احياء شجرته الراحلة.
رحيــــق
تعليقات
إرسال تعليق